علاج مرض الكوليرا مع الأسباب وطرق الوقاية
صرحت وزارة الصحة في سوريا في أواخر شهر أيلول أن البلاد في حالة خطر وبائي، نظرًا لتفشي مرض الكوليرا فيها.
وتم تسجيل الكثير من الوفيات نتيجة هذا الوباء، وقد اختلفت الآراء حول سبب انتشار المرض، وزعمَ الكثير من الجهات أن السبب يعود إلى تلوث في نهر الفرات، أو سقاية المزروعات بمياه المجاري.
ولكن أنت كمواطن سوري، تحتاج إلى اكتساب الكثير من المعلومات حول هذا المرض لتتمكن من التعرف عليه في حال أُصبت به لا قدر الله، وتتعرف على الطريقة الصحيحة للتعامل معه.
ما هو مرض الكوليرا؟
الكوليرا مرض وبائي معوي خطير، تتراوح فترة حضانته في الجسم من 7 إلى 14 يوم، انتشر في الأرض للمرة الأولى عام 1816.
وقد أدى حينئذٍ إلى وفاة ملايين الناس من البريطانيين والهنود، ولكنه لم يختفِ من الأرض بشكل كامل، بل لا يزال منتشرًا إلى الآن في الدول النائية.
هنالك العديد من أعراض المرض،التي تظهر على المصابين بمرض الكوليرا، النوع الأول هم الأشخاص الذي لا يعانون من أية أعراض أبدًا، ولكن يحملون الجرثومة، وستظهر في تحليل البراز إن تم إجراؤه لهم، ولكنهم يسببون العدوة لغيرهم.
النوع الثاني هم الأشخاص الذي شعروا بإصابتهم بأعراض طفيفة، وقاموا فورًا بالتوجه إلى المراكز الصحية، وحصلوا على العلاج المناسب، وبالتالي لم يصابوا بأي ضرر.
النوع الثالث هم الأشخاص الذي يصابون بأعراض خطيرة فورًا، وينتهي بهم المطاف بفشل كلوي والموت نتيجة تعرضهم لإسهال وقيء شديد لم يسبق التعرض له، وبالتالي يصاب الجسم بجفاف شديد ينتهي بالموت.
أسباب الإصابة
إن العامل المسبب للكوليرا هو بكتيريا الضمة الكوليرية، والتي توجد في الطعام أو الماء الملوث ببراز شخص مصاب بها سابقًا، فمن أشهر المصادر التي قد توجد بها الكوليرا هي.
1. الثلج الذي يباع على رصف الشوارع نظرًا لكون الماء المصنوع منه مجهول المصدر.
2. (السلاش) أي العصير المخلوط مع الثلج، والسبب أيضًا أن الماء مجهول المصدر.
3. الخضار والفواكه التي يتم سقايتها بمياه المجاري، وهو أحد أسباب انتشار الكوليرا في سوريا.
4. الأطعمة المكشوفة والتي تعتبر مجهولة ومُريبة.
5. الأسماك التي يتم صيدها من مياه الصرف الصحي.
أعراض الكوليرا
إن أبرز الأعراض التي تم تسجيلها من الأشخاص الذين قد أصيبوا بالكوليرا هي:
1. ضعف في دقات القلب ويصحب معه تعب شديد وإرهاق.
2. الإصابة بجفاف الجلد، حيث يفقد الجلد مرونته ورونقه، وفي حالات متقدمة يصبح جافًا تمامًا.
3. جفاف واضح في الأغشية المخاطية المحيطة بالجسم، وخاصةً غشاء المخاطي الأنفي والفموي والحلقي والعيني.
4. انخفاض مفاجئ في ضغط الدم قد يؤدي إلى فقدان الوعي.
5. عطش شديد وعدم الاكتفاء أو الارتواء.
6. تشنجات عضلية شديدة يرافقها ألم شديد في العضلات بالإضافة إلى تشنج الأطراف.
7. صعوبة واضحة في التنفس حيث يصبح التنفس سطحي وسريع.
اقرأ أيضا: علاج الإنفلونزا السريع
مضاعفات مرض الكوليرا
إن الكوليرا تكون قاتلة فورًا إذا فقد الجسم كمية كبيرة من السوائل بسرعة كبيرة، حيث يصاب الشخص بفشل كلوي يؤدي إلى الوفاة.
ولكن حتى لو لم يتعرض الشخص لإسهال وقيء شديد كما ذكرنا سابقًا، إلا أنه ظهور الأعراض الأولية في الجسم وإهمال معالجتها.
سيؤدي إلى الوفاة أيضًا ولا يعتبر الجفاف هو العرض الخطير الوحيد الذي يصاحب مرض الكوليرا، بل إن هنالك العديد من الأعراض مثل
1. انخفاض مستويات السكر في الجسم: يعتبر السكر هو المغذي الأساسي للجسم، وهو المسؤول على مد الجسم بالطاقة.
لذلك فإن انخفاضه بشكل سريع ومفاجئ سيؤدي للإصابة بفقدان الوعي، خاصةً عند الأطفال، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى الوفاة.
2. انخفاض مستويات البوتاسيوم في الجسم: إن المصاب بمرض الكوليرا يفقد الكثير من المعادن في الجسم، ومن أهم هذه المعادن هو البوتاسيوم، حيث يؤثر على عمل الأعصاب ووظائف القلب، وبالتالي سيهدد حياة المريض.
3. فشل كلوي: ذكرنا سابقًا أن مريض الكوليرا يصاب بالفشل الكلوي، ويعود ذلك إلى فقدان كمية كبيرة من السوائل في وقت قليل جدًا، قد تكون للحظات.
وبالتالي تعجز الكلية عن تقديم أي مساعدة للجسم، ولا يشترط أن ينتهي الفشل الكلوي بالموت دائمًا، فقد يبقى الشخص على قيد الحياة، ولكنه يحتاج إلى غسل الكلوي دائمًا.
تشخيص المرض
دائمًا في الدول النائية تكون الكوليرا من الخيارات الموجودة عند الأطباء، خاصة في الخيم المسكونة، والتجمعات السكنية العشوائية المليئة بالسكان.
وعادةً ما يكون انتشار الكوليرا سريعًا، حيث تأتي مجموعات كبيرة من الأشخاص يشتكون من مشاكل معوية أو إقياء شديد، وقد لا يتضح الأمر جيدًا إلا بعد ازدياد عدد الوفيات.
علاج مرض الكوليرا
الخطوة الأولى في حال انتشار الوباء بالبلاد هي مراجعة الجهات الطبية عند الشعور بأي عرض كان، وهنالك سيتم تقديم العلاج المناسب، والذي غالبًا ما يكون على النحو التالي:
1. معالجة الجفاف: يتم معالجة الجفاف عن طريق محلول ملحي فموي يتم وضعه في الماء المعقمة، فبدون هذا المحلول لن يكون لشرب الماء العادية أي فائدة.
لأن نتائجها ستكون أبطأ، ونحن في هذه الحالة نبحث عن حل سريع وجذري، لأن إهمال معالجة الجفاف سيؤدي لا محال لموت 60% من المصابين بالكوليرا.
بينما معالجة الجفاف بالشكل الصحيح سيؤدي إلى انخفاض النسبة إلى 1% .
٢. الحقن الوريدية: في الكثير من الحالات لا يكون محاربة الجفاف بالمحلول الفموي كافيًا، بل يحتاج الشخص للحقن الوريدية حتى يتغلب على هذا الجفاف.
3. المضادات الحيوية: تساعد الكثير من المضادات الحيوية على التقليل من الإسهال وتقصير مدة استمراره، لذلك تعتبر من أحد طرق علاج الكوليرا.
4. مكملات الزنك: يساعد الزنك بشكل فعال في التقليل من الإسهال والمشاكل المعوية بشكل عام، وخاصةً عند الأطفال دون ال5 سنوات.
من هم الأشخاص الأكثر عرضةً لمرض الكوليرا؟
تعتبر المناطق النائية هي من أكثر المناطق عرضةً لانتشار الكوليرا فيها، وخاصة في المخيمات والمناطق التي لا تهتم الحكومة بسقاية المزروعات بالشكل الصحيح، ووفقًا للطرق السليمة.
عدم حرص الأشخاص على تنظيف اليدين جيدًا بعد الخروج من الحمام حتى لا يبقى أي أثر من البراز على اليدين، لأن المرض ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق البراز الذي يحتوي على هذه البكتيريا.
إن وجود شخص مصاب بالكوليرا بالبيت يزيد من فرصة الإصابة بها، لذلك يجب الحرص على الاعتناء بالنظافة وتعقيم البيت وتنظيفه بالشكل الصحيح.
لا تعيش بكتيريا الكوليرا في الوسط الحمضي، بل هي تفضل الوسط القلوي، لذلك فإن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض مستوى الحموضة في المعدة.
مثل الأطفال وكبار السن والأشخاص الذين يتناولون مضادات الحموضة، أو مثبطات مضخة البروتون، هم أكثر عرضة للإصابة من غيرهم.
إن أصحاب زمرة الدم O هم أكثر عرضة للإصابة بالكوليرا من غيرهم، على الرغم من عدم وجود سبب منطقي وعلمي لذلك.
إن الأشخاص الذين يتناولون السمك النيء والمحّار يؤدي طبعًا لزيادة فرصة الإصابة بالكوليرا.
اقرأ أيضا: علاج الزكام بالليمون والنعناع والزنجبيل
طرق الوقاية
إن انتشار الكوليرا رافق افتتاح المدارس، الأمر الذي سبب كارثة ورعب حقيقي للأمهات والآباء، لذلك سأقدم لكم بعض النصائح التي من شأنها أن تحقق وقاية كافية لطفلكم من الكوليرا.
1. منع الطفل من شرب الماء من المدرسة أو الشارع، والحرص على غلي الماء في المنزل ثم تبريدها وتعبئتها ليصحبها الطفل معه إلى المدرسة.
2. الحرص على تحضير طعام الطفل في المنزل، وتجنب إطعامه الخضراوات مثل البقدونس والخس في الفترة الحالية.
3. غسل جميع الفواكه والخضروات بشكل جيد، ويفضل استخدام المعقمات والمنظفات، واستخدام الماء الفاتر المائل للساخن عند غسلها.
4. تنبيه الطفل إلى ضرورة غسل اليدين بالماء والصابون عند الذهاب إلى الحمام، وعدم البدء بتناول أي طعام أو شراب قبل غسل اليدين جيدًا.
5. عدم السماح للطفل بتناول الآيس كريم مهما أصر على ذلك، أو شرب العصير المثلج وغيرهم من الأطعمة والمشروبات التي غالبًا ما تكون ملوثة ومشبوهة.
6. عدم السماح للطفل بتناول الطعام عند أحد مهما أصر عليه ذلك.
في الختام، فقد قدمنا إليكم في هذا المقال أهم المعلومات المتعلقة بمرض الكوليرا، وكيفية العلاج من مرض الكوليرا، أرجو أن يكون المقال قد أفادكم، دمتم بخير.